مصطلح الدِّين في القرآن الكريم ووسائل المحافظة عليه : دراسة موضوعية تحليلية

Abstract

لقد أوجب الشارع الحكيم المحافظة على الدّين، وعدم تعريضه للاضمحلال والاندثار، وذلك بوسائل عدة؛ إلاّ أنّ تجاهل هذه الوسائل؛ يوجب ضياع الدين، وإذا ضاع الدين؛ ضاع معه النفس والنّسل والمال والعقل، وعلى هذا يجب على الإنسان الأخذ بوسائل المحافظة على الدّين، وعدم تعريضه للضّياع؛ صيانة لحق الله فيه، ثم لحقّ النّفس، وحق المجتمع، لذا سعى البحث إلى بيان معنى الدّين، والبحث في وجوهه، واشتقاقاته في القرآن الكريم، ثم استكشاف وسائل المحافظة علىه. موظّفًا المنهج الاستقرائي التحليلي، ثم الاستنباطي. وقد توصّل البحث إلى أنّ الدّين هو: مجموع العقائد والأحكام والأخلاق، التي دعا إليها محمد صلى الله عليه وسلم طواعية، بالحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال الحسن، ويلزم معتنقيه؛ الالتزام به، ويترتب على ذلك؛ الجزاء عاجلًا وآجلًا، وقد ذكر في القرآن باشتقاقاته المختلفة خمس وتسعين مرة، مضمّنًا في ثمانية وجوه هي: الإسلام، الطّاعة، القضاء، الحدود، الجزاء، الشّرع، التوحيد والكفر؛ للدّلالة أنّه لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له، وأنّه من سلك طريقا سوى ما شرعه الله تعالى فلن يقبل منه. كما توصل إلى وجود عدة وسائل للحفاظ على الدّين، أبرزها: العمل بالدين، والحكم به، والدعوة إليه، والجهاد في سبيل الله، والتحذير من المعاصي، وتحريم كتم الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشريع العقوبات. ومن أبرز مخاطر تعطيل وسائل الحفاظ على الدين: التخلف الحضاري، والتزعزع الاجتماعي، وانزواء الدين عن الحياة العامة، وظهور الوهن، وظهور الفساد، انتشار الأوبئة والأمراض.